نشرت التدريسية في جامعة الزهراء (عليها السلام) للبنات/ كلية التربية/ قسم اللغة العربية م.م تبارك حميد حسين بحثين في مجلة الباحث الصادرة عن جامعة كربلاء/ كلية التربية للعلوم الإنسانية.
جاء البحث الأول بعنوان (التمرد والعبث في شعر عدنان الصائغ- نماذج مختارة من شعره).
والثاني بعنوان (السرد القصصي الساخر في نماذج مختارة من شعر عدنان الصائغ).

سعى البحث الأول لبيان ان للتمرد وجهًا سلبيًا، هو عندما يتوقف عند مجرد الرفض، وان المتمرد الحقيقي هو من يعرف بديل ما يرفض، وان الإنسان لا يرفض رفضًا حقيقيًا الا إذا كان يعرف بديلًا حقيقيًا، وهذا يعني ان يكون التمرد بعيدًا عن التعصب والقناعات الشخصية البعيدة عن مصلحة المجتمع، لأن “التمرد ليس عملًا ابداعيًا يمارسه الشاعر بقدر ما هو موقف وجودي يحاول ان يفهم العالم ككل، وان يشعل نوعًا من الجدل حول بعض جوانبه المعقدة التي تستعصي على الفهم، وهنا مناط الحركة في أدب التمرد”.
فالشاعر المتمرد يؤمن بالتغيير الحقيقي اولًا، ويعمل من اجل هذا التغيير عبر رفضه للواقع والتمرد عليه، بكتاباته التي تعد دافعًا ثوريًا لشعب مضطهد أبسط حقوقه العيش بسلام.
https://www.iasj.net/iasj/download/26bbb02231a388c1?fbclid=IwAR1xrkDNJP4mqOJ9XsVEEsFxj6Gov2GB5NQK2WYKjhXbM6olOZ6O2Ngiwko

وفي البحث الثاني التجأ الشعراء للأسلوب القصصي كثيراً، لأنهم يسعون دائمًا إلى التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم والتأثير في المتلقي بشيء من التفصيل أحيانًا، فوجدوا ضالتهم في عناصره ووسائله ومنها (الحكاية –و الوصف – و الحوار – و الشخصية…) وغيرها، التي تتيح لهم التعبير عما بداخلهم، فالشعر القصصي قبل أن يصبح ظاهرة واضحة في الشعر الحديث، له جذوره الضاربة في الشعر العربي القديم.
والصائغ لغزارة الأحداث التي ألمّت بحياته، والتي يصعب التعبير عنها بالأحاسيس فقط، التجأ للأسلوب القصصي في شعره، فلم يكن المنحى القصصي الذي اتبعه في شعره قالبًا جاهزًا أو متطلبًا من متطلبات التجريب التي فتح الشعر لها أُفقًا واسعًا، بل كان ضرورة من ضرورات التعبير عن الواقع الذي أخذ على عاتقه نقل أحداثه لتأثيره الواضح على نفسيته، وحياته بالمجمل، فجاء شعره القصصي ملبيًا لما أراد التعبير عنه، وإيصاله إلى المتلقي “عبر سرد واقعة معينة أو موقف ذاتي بنسج فني مثير يتابعها المتلقي بشغف ومتعة وينساق وراءها حتى تتأزم الأحداث فيها، فتقترب من العقدة، فيترصد المتلقي بشغف حلّها